الأربعاء، يوليو ١١، ٢٠٠٧

افتحوا معبر رفح




ينتظر محمود غ , 27 عاما شقيقه المطلوب لقوات الاحتلال الاسرائيلي والعالق على معبر رفح منذ 25 يوما منذ اندلاع فتيل الاشتباكات الداخلية بين حركتي حماس وفتح في العاشر من الشهر الماضي, وكان شقيقه :"م, غ" قادما من سوريا بعد رحلة علاج لاستئصال شظايا رصاصات إسرائيلية استقرت في قدميه بعد إصابته خلال أحداث انتفاضة الأقصى . وكحال الشاب محمود تنتظر أكثر من 6 الآلاف عائلة فلسطينية عودة أبنائها و ذويها الذين يعيشون أوضاعا إنسانية حرجة .

وترفض إسرائيل حتى كتابة هذا التقرير فتح المعبر لمرور أكثر من 6 الآلاف فلسطين بينهم أكثر من 400 مريض وجريح ,في حين أن 28 مواطنا فلسطينيا لقوا حتفهم جراء الإغلاق المتواصل ,و كان أخرها سيدة مصابة بداء السرطان. و تشتد وطأة المعاناة والمأساة الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين العالقين على معبر رفح , فضلا عن احتجاز السلطات المصرية لبضع عشرات من الفلسطينيين في مطار العريش .

وتصرّ إسرائيل على تحويل معبر رفح الخاضع للسيطرة الفلسطينية والمصرية برقابة أوروبية , على تحويل المعبر إلى معبر أخر هو كرم أبو سالم أو كما تسميه إسرائيل بـ كيرم شالوم . وهو نقطة التقاء أخرى على الحدود الفلسطينية المصرية , اشتراكا مع حدود عام 48 التي تحتلها إسرائيل, وبذلك يعود المعبر تارة أخرى تحت سيطرة ومراقبة جنود الاحتلال الإسرائيلي.

ويعتبر معبر رفح المنفذ الوحيد لقطاع غزة –السجن الكبير-ويقع الى الجنوب من قطاع غزة . ويعيق استمرار الإغلاق الإسرائيلي لمعبر رفح التحاق المئات من الطلبة الفلسطينيين بجامعاتهم في عدد من دول العالم , لتأدية الاختبارات النهائية. في غزة , رفضت حركة حماس والجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية وحركة فتح الياسر مطلب حكومة الطورايء الفلسطينية برئاسة سلام فياض لإدخال العالقين عبر معبر كرم أبو سالم , بذريعة وجود 75 عنصرا من عناصر المقاومة الفلسطينية على الجانب المصري لمعبر رفح , جلّهم مطلوبون للاحتلال الإسرائيلي , شاركوا في عمليات ضد أهداف إسرائيلية و كما تصفهم إسرائيل:" بالمخربين , وأيديهم ملطخة بالدماء", من بينهم جرحى ومصابين . في وقت تعالت فيه الأصوات لاستخدام الحل العسكري في إنقاذ حياة العالقين على المعبر , و إدخالهم عنوة إلى قطاع غزة.

وفي ظل المعاناة المتفاقمة للأهالي على معبر رفح , نظرا لافتقارهم لأدنى مقومات الصمود على البقاء بعد نفاذ الطعام والشراب لديهم فضلا عن أنهم يبيتون بالعراء ,يزداد الاستياء الفلسطيني من الموقف العربي , والمصري العاجز عن حلّ مشكلة الفلسطينيين الإنسانية :" المهزلة". كما تردد حركة حماس.

بينما يجد العالقين على معبر رفح , أنفسهم, عالقين أيضا بين حكومة فياض و إسماعيل هنية , دون وجود تحرك على الأرض لإنهاء المعاناة المتزايدة .لا يجد الفلسطينيون في قطاع غزة وسعهم سوى ,الاعتصام والتظاهر تضامنا مع إخوانهم المحتجزين.